قصر دار الجامعي بمكناس.
استغرقت مرحلة البناء مدة عامين كاملين إلا أن الوزير وبسبب مرض عضال ألم به اضطر إلى الاستقرار بمدينة فاس للعلاج، حيث أمر ببناء قصر آخر حمل نفس الإسم “دار الجامعي”. وهكذا، وحسب المصادر التاريخية فإن دار الجامعي بمكناس لم يتم استغلالها من طرف مالكها الأصلي. في حين سكنها لفترة الحاج المعطي الجامعي الذي تولى الصدارة بعد أخيه محمد بن العربي الجامعي.
بعد وفاة المولى الحسن الأول وتولي ابنه المولى عبد العزيز الحكم، ظهر في الساحة السياسية الحاجب أحمد بن موسى المعروف ب باحماد. فاستبد الحاجب بأمور السلطة، وتمكن من تدبير مؤامرات ودسائس مكنته من تنحية آل الجامعي المنافسين له، والمعروفين بكونهم أهل جاه وعلم وعراقة، بالإضافة إلى الحضوة التي كانوا يتمتعون بها باعتبارهم أخوال السلطان المولى الحسن. وهكذا خلت الساحة السياسية للحاجب باحماد الذي استأثر بالحجابة و الصدارة، وكان مصير آل الجامعي عزل الأخوين الحاج المعطي الجامعي عن الصدارة، واخيه محمد الصغير عن الوزارة الحربية، وإيداعهما بسجن تطوان وعقب ذلك تمت مصادرة جميع أملاك آل الجامعي، بما فيها دار الجامعي المكناسية ، وبيعت تركتهم. فضم المدني الكلاوي الدار إلى ممتلكاته، لكنه لم يسكنها قط.
• في سنة 1912، اشترى الفرنسيون الدار من مالكها الأخير، وتم استعمال جزء منها كمستشفى عسكري المعروف “بمستشفى لويس”. أما القسم الآخر، فقد ضم محكمة عسكرية لمدة قصيرة قبل أن يتحول إلى مصلحة للفنون الأهلية.
• في سنة 1916 تحولت دار الجامعي إلى مقر للفنون الجميلة. كما احتضنت بعض المصالح الإدارية المختلفة.
• في سنة 1920 وضعت البناية كلها رهن إشارة مفتشية الفنون الجميلة التي قامت بدورها بإنشاء النوات الأولى للمتحف. فأصبحت البناية تضم نواة متحفية و دار للصناعة التقليدية.
• تم ترتيب دار الجامعي كمبنى تاريخي بظهير 19 -11- 1920 تحت اسم “متحف الفنون الأهلية”، كما تمت إقامة مدرسة لتعليم الطرز المحلي بمحاذاة المتحف.
• بعد الإستقلال، ومنذ سنة 1958، انفصلت الصناعة التقليدية عن البناية فأصبحت تضم المتحف وحده.
المعرض الدائم
يقدم متحف دار الجامعي معرضا دائما للفنون والحرف التقليدية بمكناس. يهدف بالأساس هذا التصور الجديد إلى إبراز غنى وتنوع المجموعات المتحفية التي تزخر بها هذه المؤسسة، اعتمادا على تحديد وظيفة كل قاعة، وبارتباط وثيق بالهوية السوسيو- ثقافية لساكنة المدينة.
يعرض الطابق السفلي للمتحف، والذي يتألف من فناء و قاعات ومطبخ، مختلف الحرف التقليدية التي تميز مدينة مكناس:
• فن الخشب بنوعيه المنقوش والمصبوغ، خشب الهندسة المعمارية، وخشب الأثاث المنزلي،
• بعض النماذج الغنية من طرز مكناس، وكذا من اللباس التقليدي وبعض الأحزمة الحريرية النفيسة، والحلي الحضرية،
• ونماذج من خزف مكناس، وبعض الأواني النحاسية ، وكذا الحدادة التقليدية، وبعض التحف المصنوعة وفق التقنية الدمشقية.
• كما يعرض هذا الطابق جناحا خاصا بفنون “الفروسية” التي اشتهرت بها مدينة مكناس ولسنوات عديدة.
يعرض الطابق العلوي للمتحف نموذجا لقاعة استقبال بأثاث تقليدي على النسق المتبع خلال أواخر القرن التاسع عشر الميلادي و كذا مخطوطات يعود أقدمها إلى القرن السابع عشر.
يضم المتحف أيضا جناحا للأطفال للتعبير عما يخالج مكنوناتهم بأشكال متعددة ليصبح المتحف في صلب اهتمام الساكنة المحلية منذ الصغر.
وللإشارة تزخر دار الجامعي كذلك برياض على الطابع الأندلسي تتخلله ممرات من الزليج والفسيفساء الانظار البلدي الذي هو من أغلى وأنذر الحرف في المغرب.
👍 روعة
ردحذف